تمكن الطفل المكفوف عقباني قدور من مدينة معسكر من تحقيق ما عجز عنه الأصحاء وذوو الأبصار خلال فترة وجيزة، إذ استطاع أن يحفظ القرآن كله حفظا جيدا وهو فاقد بصره منذ كان سنه لا يتجاوز العامين. ورغم إعاقته وصغر سنه وظروفه الاجتماعية القاهرة فإن قلبه كان فضاء لاستقطاب 60 حزبا كاملة خلال أربع سنوات.
تمكن الطفل المكفوف عقباني قدور من مدينة معسكر من تحقيق ما عجز عنه الأصحاء وذوو الأبصار خلال فترة وجيزة، إذ استطاع أن يحفظ القرآن كله حفظا جيدا وهو فاقد بصره منذ كان سنه لا يتجاوز العامين. ورغم إعاقته وصغر سنه وظروفه الاجتماعية القاهرة فإن قلبه كان فضاء لاستقطاب 60 حزبا كاملة خلال أربع سنوات.
الطفل الكفيف الذي يبلغ من العمر حاليا 13 سنة يعيش وسط عائلة كفلته منذ كان سنه لا يتجاوز السنة بعدما انفصل والداه ولم يعد في مقدور أمه أن تكفله وأخته بسبب تكاليف المعيشة وتردي الأوضاع العائلية، مما أدى إلى إصابته بثلاثة أمراض في زمن واحد، وهي فقده البصر وعجزه عن المشي بعدما شلت رجلاه وانقطاعه عن الكلام بسبب عقدة أصابت لسانه، ما دفع بوالدته إلى منحه لعائلة أخرى قصد كفالته خاصة بعد زواجها للمرة الثانية.
وقد بدأ كفيله في مهمة علاجه حيث انفجرت عقدة لسانه وبدأ في المشي لكنه لم يشف من بصره وبقي كفيفا إلى يومنا هذا. ويروي كفيله السيد رمضاني عبد الحق عن كيفية تمكن قدور من حفظ القرآن فقال بأنه كان يصطحبه معه إلى محله التجاري وكان يردد أمامه بعض الأجزاء من القرآن الكريم دون أن ينتبه إلى أن الطفل يتلقى منه كل ما يردده إلى غاية أن اكتشف ذلك مرة عندما سمعه يقرأ بعض الآيات، وهو ما فتح شهية الشيخ الذي له من الأولاد عشرة وأضاف إليهم الضرير طمعا في الأجر والثواب، حيث أصبح يصلي معه الصبح ويأخذه إلى محله دوما ويسمعه يوميا ثمن حزب في البداية وعندما لاحظ استيعابه لهذا القدر أصبح يسمعه ربع الحزب يوميا إلى أن حفظ القرآن كله عن طريق السماع وأعاد الختمة أكثر من مرة.
وأضاف كفيله بأنه لا يعارض إن أراد والداه أو أحدهما أخذ ابنهما، خاصة وأنهما أصبحا لا يزورانه كثيرا في المدة الأخيرة بعدما اختار كل منهما طريقا لنفسه اعتبارا من أنه أخذه فيما سبق ابتغاء وجه الله وله من الأولاد عشرة يعيش بينهم قدور كواحد منهم بل أشد رعاية وعناية. وقد شارك قدور في الكثير من المسابقات القرآنية المحلية حيث غالبا ما تحصل على المراتب الأولى، وهو الآن يزاول دراسته في مدرسة صغار المكفوفين بمعسكر.
ويأمل هذا الطفل أن يجد عناية ورعاية خاصتين من قبل المسؤولين أو المحسنين أو أحد الأطباء المختصين في جراحة العيون للتكفل بحالته الصحية حتى يتمكن من إرجاع نور عينيه كبقية أترابه.